لقد أحرزت مبادرة ميثاق رؤساء مدن البحر المتوسط تقدماً ملحوظاً على الرغم من التحديات المحلية الكبيرة والسياقات السياسية والاجتماعية والاقتصادية المعقدة. وبالتعاون مع مشروع كليما – ميد، وسعت مبادرة ميثاق رؤساء مدن البحر المتوسط نطاقها بشكل كبير على مدى السنوات القليلة الماضية. وقد رحبت المبادرة بـ 147 موقعاً جديداً، حيث نجحت 73 مدينة في تطوير خطط عمل الوصول للطاقة المستدامة والمناخ (SEACAPs) في سبع دول في المنطقة.
تمثل هذه التطورات التزامًا كبيرًا من جانب مدن البحر المتوسط بمعالجة تغير المناخ، بما يتماشى بشكل وثيق مع الأهداف الوطنية كما وردت في المساهمات المحددة وطنيًا. ويدعم التزام المدن الثابت إجراءات متسقة تعالج القطاعات الرئيسية المسببة للانبعاثات ونقاط الضعف الرئيسية. ويعكس العدد المتزايد من الانضمامات إلى الميثاق الأهمية المتزايدة وتأثير الإجراءات المقترحة في خطط عمل الوصول للطاقة المستدامة والمناخ.
إن خطط عمل الوصول للطاقة المستدامة والمناخ ليست مجرد وثائق فنية؛ بل إنها بمثابة مخططات شاملة لمستقبل أكثر استدامة. وتشق هذه الخطط طريقاً نحو منطقة أكثر خضرة ومرونة من خلال التركيز على استراتيجيات التخفيف من آثار المناخ والتكيف معه. ومع هدف طموح لخفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بمقدار 4.5 مليون طن بحلول عام 2030/2040، تركز هذه الخطط على المصادر الرئيسية للانبعاثات، من قطاع البناء، المسؤول عن 40% من التخفيضات المخطط لها في إدارة النفايات، والتي تمثل 25%.
ولكن الجهود المبذولة تتجاوز مجرد خفض الانبعاثات. تتضمن كل خطة عمل للتكيف مع تغير المناخ تحليلاً مفصلاً للمخاطر المناخية واستراتيجيات التكيف لتحديد المخاطر المناخية الأكثر إلحاحاً، مثل الحرارة الشديدة والجفاف وندرة المياه. ويضمن هذا النهج الشامل استعداد المدن أيضاً للتأثيرات الحتمية لتغير المناخ.
يسلط التقرير الأخير الصادر عن مركز الأبحاث المشترك (JRC)، بعنوان ” ميثاق رؤساء مدن البحر المتوسط”، الضوء على الدور الحاسم الذي يلعبه الميثاق في دعم السلطات المحلية لمواءمة أهداف المناخ للاتحاد الأوروبي والمساهمة فيها. يلخص هذا التقرير النتائج الرئيسية لتقييم 73 خطة عمل الوصول للطاقة المستدامة والمناخ التي قدمتها مدن من بلدان جنوب البحر المتوسط بين عامي 2021 و2023. ويركز على منطقة جنوب البحر المتوسط لإظهار الدور الرئيسي الذي يمكن أن تلعبه السلطات المحلية في هذه المنطقة في دعم الأهداف المناخية الدولية والاتحاد الأوروبي.
ورغم الشدائد، يقف مجتمع ميثاق رؤساء مدن البحر المتوسط (CoM Med) كمنارة للتقدم، ويتطور باستمرار ويثبت أن العمل المحلي يمكن أن يقود التغيير العالمي. تدرك المدن أهمية وفوائد التوقيع على الميثاق (CoM Med). يُنظر الي الميثاق كرافعة لنقل المعرفة، وتوفير منصة حيث يمكن للموقعين الاستفادة من الخبرات والدروس المستفادة من البلديات الأخرى في التخطيط المستدام للطاقة المحلية.
بعد مرور خمسة عشر عامًا، لا يزال ميثاق رؤساء المدن (CoM) مزدهرًا، ويُظهِر المرونة والنمو المتزايد حيث يقود جهود المنطقة لمكافحة تغير المناخ. أثبت الميثاق (CoM Med) أنه قوة مهمة في مواءمة الجهود المحلية مع الأهداف المناخية الوطنية والدولية. ومع استمرار المدن في الانضمام إلى خطط عمل الوصول للطاقة المستدامة المناخ وتنفيذها، يمهد الميثاق الطريق لمستقبل أكثر استدامة ومرونة في مواجهة تغير المناخ في منطقة جنوب البحر المتوسط، مما يُظهِر الدور الحاسم للعمل المحلي في مكافحة تغير المناخ على مستوى العالم.
اقرأ التقرير باللغة الانجليزية هنا: https://publications.jrc.ec.europa.eu/repository/handle/JRC137466