تونس أرض التناقضات المذهلة، مع ساحل جميل وثقافة متوسطية غنية. ومع ذلك، تواجه تحديات مناخية كبيرة تؤثر على البيئة وشعبها. يتسبب انخفاض هطول الأمطار والطقس المتطرف المتكرر، بما في ذلك الارتفاع السريع في مستويات سطح البحر، في تآكل السواحل والفيضانات في المناطق المنخفضة. وقد أدت هذه التغييرات إلى خسارة الدخل لـ 52٪ من التونسيين، مما أثر بشكل خاص على المزارعين والرعاة الذين يعتمدون على بيئة مستقرة لكسب عيشهم.

ورغم التحدي العالمي، اتخذت تونس إجراءات حاسمة لمعالجة تغير المناخ. فقد اعترفت بتغير المناخ باعتباره أولوية قصوى على المستويين الوطني والمحلي وأظهرت التزاما ثابتا بالاستدامة. كما أحرزت تقدما كبيرا نحو الحد من التأثير البيئي والتكيف مع تحديات المناخ.

ومن الأمثلة البارزة على ذلك التزام 11 مدينة تونسية: سوسة، نابل، بنزرت، المعمورة، القيروان، القطار، مدنين، حمام سوسة، المنستير، سيسيب ذرعيات ورادس، والتي انضمت إلى ميثاق رؤساء البلديات في البحر المتوسط ​​(CoM Med) وأعدت خطط عمل الوصول للطاقة المستدامة والمناخ (SEACAPs) بدعم مستمر من مشروع كليما – ميد الممول من الاتحاد الأوروبي. تمثل هذه الخطط خارطة طريق شاملة لتحقيق الاستدامة طويلة الأجل، مع التركيز على الحد من انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري، وتعزيز مصادر الطاقة المتجددة، وتحسين كفاءة الطاقة، والتكيف مع التأثيرات الحتمية لتغير المناخ.

لقد أصبحت بلديتان في تونس، نابل وصفاقس، مثالاً للأمل في مكافحة تغير المناخ. إن قصص نجاحهما في تنفيذ جزء من مشاريع خطة عمل الوصول الطاقة المستدامة والمناخ والحصول على منحة من الاتحاد الأوروبي لبرنامج المناخ من أجل المدن (C4C) ملهمة.

وفي نابل، يركز إطلاق مشروع “المدينة الخضراء” على تطوير بيئة حضرية أكثر اخضرارًا من خلال الطاقة المتجددة والممارسات المستدامة. وعلى نحو مماثل، في صفاقس، يعزز مشروع “التنقل النشط والذكي في صفاقس” التنقل النشط وحلول المدن الذكية. وتعمل هذه المشاريع، التي تم تطويرها بالتعاون مع منظمات محلية ودولية، على تحويل المدينتين إلى نموذجين للقدرة على التكيف مع المناخ والتنمية المستدامة. إنها تسلط الضوء على نجاح مبادرات خطط عمل الوصول الطاقة المستدامة والمناخ في جميع أنحاء تونس حيث تسعى البلديات إلى تقليل تأثيرها البيئي واحتضان مستقبل أكثر خضرة.

يلعب مشروع كليما – ميد دوراً حيوياً في هذا التحول الجاري، حيث يقدم المساعدة الفنية وبناء القدرات والدعم العملي للبلديات. وتساعد جهوده في مواءمة الإجراءات المحلية مع الأهداف المناخية الوطنية والدولية، مما يضمن استمرار تونس في إحراز تقدم ملموس نحو مستقبل أكثر استدامة ومرونة.

القائمة